موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب السلفادورية _ الهندوراسية عام 1969 "حرب كرة القدم"

لم تكن الحرب السلفادورية – الهندوراسية عام 1969 وليدة الصدفة أو كما تطلق عليها وسائل الاعلام والصحافة بأنها حرب تتعلق بكرة القدم، بل إن البحث في جذورها وتفاصيلها أعمق من ذلك بكثير، لعبت جغرافية أمريكا الوسطى دوراً اساسياً في النزاعات والصراعات المستمرة بين دولها السبع ومحورها هو العامل الاقتصادي والأراضي الممتدة على الشريط الحدودي بينها، وبالنظر إلى خارطة أمريكا الوسطى نجد أن السلفادور أصغر هذه الدول تتراوح مساحتها حوالي 21 كم2، وتضم أعلى كثافة سكانية في المنطقة قدر عدد سكانها عام 1969 نحو 3.7 مليون نسمة أي أكثر بنسبة 40% من عدد سكان جيرانها الهندوراس في العام نفسه والذي بلغ نحو 2.6 مليون نسمة على مساحة جغرافية تقدر بنحو 112 ألف كم2 وهي بذلك أكبر من مساحة السلفادور بخمسة اضعاف.
     تسلط الدراسة الضوء على موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب بين البلدين، بالاعتماد على وثائق وزارة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية والتي تبين ان الموقف المحايد لواشنطن من الحرب كان يسري بالاتجاه الذي يحمي مصالحها الاقتصادية في أمريكا الوسطى، وبالأخص في الهندوراس حيث شركاتها المنتشرة هناك وفي مقدمتها شركة الفواكه المتحدة وهذا دفع صناع القرار في البيت الابيض بالوقوف على الحياد امام الرأي العام، ولكنه متعاطف ضمنياً مع هندوراس،
وعندما شعرت ان الحرب بدأت تلحق ضرراً بالسوق المشتركة وتشكل خطراً على مصالحها الاقتصادية والأمنية في أمريكا الوسطى تدخلت بالطرق الدبلوماسية عن طريق منظمة الدول الأمريكية لإيقاف الحرب والتوصل إلى تسوية بين السلفادور _ الهندوراس.